هل مجرد تجربة الشىء يمكن أن توصله إلى إدمانه؟
يجيب الدكتور عبد الهادى، مصباح أستاذ المناعة زميل الأكاديمية الأمريكية للمناعة قائلا:
"فى الحقيقة أن خطورة الإدمان بشكل عام مرتبطة ارتباطا وثيقا بعدة عوامل منها:
نسبة تكرار الاستخدام للمادة المسببة للإدمان، كذلك الجرعة التى يتم تعاطيها فى كل مرة من مرات التعاطى.
بالإضافة إلى أسلوب التعاطى فالشم يختلف عن الحقن، وهذا يختلف عن التدخين، وأيضا الزمن الذى مضى على بدء التعاطى، ومن الواضح أنه لا أحد يبدأ فى تجربة أو تعاطى أى مادة أو دواء من التى تسبب الإدمان.
وهو ينوى أو يدرك أنه سوف يدمنها أو أنها سوف تسبب له كل ما يمكن أن تسببه من المشاكل أو الكوارث التى تظهر فيما بعد.
ولكنه يجربها من باب الفضول أو حب الاستطلاع أو التجريب أو الضياع أو التقليد أو إثبات الذات أو غيرها من الأسباب التى تدفع الشاب أو الفتاة للدخول فى مثل هذه التجربة.
وعادة ما يكون الشخص المجرب أو المتطلع إلى التجربة فى حالة من القوة تجعله يتوهم أنه يستطيع أن يملك زمام نفسه والتحكم فيها خلال هذه التجربة، وهذا هو أول الأبواب التى يدخل منها الشيطان.
ويقول الدكتور مصباح إن أحدا لا يمكن أن يدخل فى مشكلة الإدمان دون أن يمر بمرحلة التجربة التى قد يمر بها ولو مرة واحدة، لذا فإننا نستطيع أن نقول بأن التجربة هى الباب للعبور إلى الإدمان أو هى البداية الحقيقية لاحتمال حدوثه.
وتتوقف نتيجة التجربة على رد فعل الشخص المجرب ومدى ما سوف تحدثه المادة التى يجربها من رد فعل منعكس على جهازه العصبى الإرادى واللاإرادى، فإذا كانت الآثار التى تحدثها هذه المادة تشعر المجرب بسعادة وانطلاق أو بشعور معين يفسره هو على أنه شعور إيجابى.
وهو بالطبع ما يحدث مع غالبية المخدرات والمهدئات والمنشطات فى بداية تعاطيها، فإنه سوف يكرر التجربة مرة أخرى وربما مرات ومرات حتى يدخل إلى منطقة الاعتياد ثم الاعتماد على هذه المادة المخدرة.
وتزداد المشكلة تعقيدا فى حالة التجربة مع أصدقاء السوء الذين يمدون كل وسائل العون والتشجيع إلى المجرب لكى يقع فى براثن الإدمان، كما وقعوا هم من قبل، وليس صحيحا ما يشاع من أن من يجرب مرة واحدة لا يستطيع أن يخرج من دائرة الإدمان.
ولكن إذا استطاع الإنسان أن يقاوم هذه التجربة من الأصل فإنه يكون فى حالة مقاومة لتأثير أو ضغط السوء فقط.
إلا أن هناك بعض العوامل التى تساعد على تكرار التجربة وأهم هذه العوامل هو التواجد مع نفس الأصدقاء، وفى نفس الجو الذى يتيح تكرار التجربة.
وقد تصاحب التجربة لأول مرة أعراضا حادة وربما حالة التسمم التى قد تؤدى إلى مضاعفات خطيرة عند بعض الناس والتى قد يسببها التأثير على مراكز معينة فى المخ نتيجة أخذ جرعة زائدة من المخدر مثل المورفين الذى يؤثر على مراكز التنفس أو الماريجوانا أو البانجو التى يمكن أن تسبب عند بعض مستخدميها لأول مرة حالة من الفزع والهلع.
وربما كانت هذه الأعراض الحادة نتيجة لبعض المضاعفات الجانبية التى تنتج من اختلاط الكيماويات أو بعض المواد المخلقة يبعضها بعضا.
ويرى أن استخدام الشخص المجرب لهذه المواد بشكل متكرر وهو يظن أنه مازال يملك القوة للأخذ والمنع تبعا لمزاجه وإرادته فهذا خطأ جسيم، ومن المرجح أن تجار المخدرات يخلطون هذه المواد بمواد أخرى ضارة حتى يوفروا المادة الخام الباهظة الثمن.
فمثلا الهيروين فى بعض الأحيان يتم خلطة بمادة "ستركنين"، وهى مادة فى منتهى الخطورة على الجهاز العصبى المركزى، ويمكن أن تؤدى إلى تشنجات تنتهى بالموت إذا ازدادت جرعتها أو تم أخذها عن طريق الحقن.
الكاتب: أمل علام
المصدر: موقع اليوم السابع